القضية الفلسطينية والقدس بوصلة الخطاب الهاشمي

                                                  عبد الله توفيق  كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

 المتابع لخطابات ونشاطات جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله، يلاحظ بوضوح أن القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس مكون روحي ومادي أصيل لهذا الخطاب المتوازن والمتمسك بالتاريخ والشرعية ومنطق العدالة، وميزة هذا الخطاب على اختلاف المنابر والمحافل الدولية أنه يحظى باحترام وثقة، ومرد ذلك بناء مضامينه على أسس قانونية وحقوقية وانسانية، وتطلعه لنشر السلام والأمن ونبذ مظاهر الكراهية والعنف ودعوته إلى حق الشعب الفلسطيني باقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وفق قرارات الشرعية الدولية .

  وجاءت رسالة جلالة الملك عبد الله الثاني المرسلة  إلى رئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة، في وقت دقيق تتصاعد فيه وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني بكل اشكالها الوحشية بما يعيق عملية السلام المأمولة، ويعمق مأساة الشعب الفلسطيني الذي يعيش هذه الايام الذكرى 75 للنكبة، مما يؤكد ضرورة توحيد الموقف الدولي لالزام اسرائيل( السلطة القائمة بالاحتلال) بقرارات الشرعية الدولية، بما في ذلك القرارات المتعلقة بفلسطين والقدس للحفاظ على الوضع التاريخي القائم( استاتيسكو) ووقف فوري لسياسة الحكومة الاسرائيلية اليمينية الساعية لتغيير الوضع القائم واحداث وقائع جديدة على الارض الفلسطينية المحتلة غايتها التهويد والاسرلة مما سيقود المنطقة لمزيد من المواجهات التي اصبح الشعب الفلسطيني لا يملك خياراً متاحاً غيرها، فالدفاع عن الانسان والارض والمقدسات الاسلامية والمسيحية يجب أن تكون أولوية فلسطينية وعربية واسلامية.

    إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد على ثبات الموقف الاردني شعبا وقيادة هاشمية تجاه القضية الفلسطينية، الذي يأتي انطلاقاً من الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وبوصفه تاكيداً على التضحيات والمسؤولية التاريخية الاردنية الهاشمية في دعم صمود الاهل في فلسطين وتعزيز صمودهم ورباطهم المقدس، هذه المسؤولية التي تتجلى اليوم في المبادرات الملكية والتوجيهات السامية المتعلقة بفلسطين والقدس.

  وتمثل رسالة جلالته الى جانب كافة الجهات المشاركة في احتفالية الامم المتحدة باحياء ذكرى النكبة ومنها الاتحاد الافريقي ودول عدم الانحياز والجامعة والبرلمان العربي ومنظمة التعاون الاسلامي، وغيرها من الجهات التي يتوافق موقفها تجاه عدالة المطالب الفلسطينية مع الموقف الاردني، دعوة اردنية هاشمية حقيقية للسلام العادل وركيزة مهمة في حفظ حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وحصوله على حقوقه، وهي دعوة يجب ان تفهمها الحكومة اليمينية الاسرائيلية التي تسارع الى سن تشريعات عنصرية واتخاذ قرارات تستفز الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي، ومن ذلك التحضيرات الاسرائيلية لما يسمى مسيرة الاعلام، ودعوة جلالته ضمنية للمجتمع الدولي ومنظماته باتخاذ اجراءات عملية نصرة للشعب الفلسطيني وكشف زيف الادعاءات الاسرائيلية وروايتها التوراتية والتلمودية، اضافة الى بذل جهود اكبر لادانة ممارسات اسرائيل ، خاصة أن الجمعية العامة أنشأت عام 1975م  لجنةَ الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، عملا بقرارها رقم 3376، وطلبت إليها أن توصي بوضع برنامج تنفيذ من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف المتمثلة في تقرير المصير دون تدخل خارجي بما في ذلك سياسة الكيل بمكياليين والانحياز لاسرائيل، وفي حق الشعب الفلسطيني الاستقلال والسيادة الوطنيين؛ وفي حق العودة إلى دياره وممتلكاته التي هجر منها قسراً، في نكبة ما تزال مستمرة تشمل القتل والاعتقال ومصادرة الاراضي وهدم الاحياء والعقارات وبناء المستوطنات.

الراي 18/5/2023

Comments are disabled.