ذكرى التعريب تعيد للذاكرة بطولات الجيش على ثرى فلسطين والقدس

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

       يستذكر أبناء شعبناً بكل فخر واعتزاز القرار التاريخي للمغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال بتعريب قيادة الجيش العربي الأردني، في خطوة وطنية وقومية هامة تتزامن مع وقت صعب تواجه فيه أمتنا خطر الصهيونية وجرائمها ضد أهلنا في فلسطين والقدس ومخططاتها تجاه الأمتين العربية والاسلامية، هذا اليقين الهاشمي بضرورة وضع القيادة العسكرية تحت إمرة اردنية تؤمن بقدسية واجبها في الحفاظ على كل ثرى فلسطين والقدس، بعيداً عن الحسابات والتأثيرات الانتدابية المعقدة التي كانت تخضع لها القيادة البريطانية آنذاك، والتي على الرغم من وجودها فإنها لم تمنع الجندي الاردني من حرصه الدفاع عن الارض والمقدسات، فالمتصفح لسجلات التاريخ ووقائع الشرف والبطولة على ثرى فلسطين يجد الشهيد الاردني عنواناً لمعاركها ورمزاً للفداء والتضحية، يُقدم نموذجاً للكرامة العربية .

   وكان لقرار تعريب قيادة الجيش العربي الاردني أهمية استراتيجية بالغة اقليميا تتلخص فيما تبعه من خطوات على صعيد تعزيز السيادة والنماء الوطني منها انهاء المعاهدة الاردنية البريطانية في آذار عام 1957م، والمضي قدماً في تطوير وتسليح الجيش الاردني، وعلى الصعيد القومي ساهم الاردن بفعالية في حروب الدفاع عن فلسطين، كما شارك في كانون الثاني عام 1957م بتوقيع اتفاقية التضامن العربي (  الاردن وسوريا والسعودية ومصر) في سبيل التنسيق المشترك على طريق الوحدة والتنمية، وغير ذلك من محطات التشارك القومي في سبيل ترسيخ الوحدة والقوة العربية بغية دعم النضال والكفاح في فلسطين وجوهرتها القدس.

إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة ذكرى تعريب قيادة الجيش العربي الاردني تؤكد على الدور التاريخي للجيش الاردني  الاصيل بقيادته الهاشمية، والذي يعرفه القاصي والداني في  مجال النضال والدفاع عن فلسطين المحتلة، فما من قرية او بادية او مدينة اردنية الا ومنها دم شهيد وجريح على ارض فلسطين والقدس، وستبقى العقيدة الوطنية والقومية والانسانية لجيشنا راسخة على الصعيد الانساني الدولي، حيث يساهم جيشنا وأجهزتنا الامنية في العديد من الواجبات الانسانية لحفظ السلام ومساعدة الشعوب في أوقات الكوارث ومنها مؤخراً تقديم العون في زلزال سوريا وتركيا، وخدمات الصحة من خلال المستشفيات الميدانية المنتشرة في الكثير من الدول بما في ذلك المستشفى الميداني في غزة، الى جانبه دور الجيش الاردني في الكثير من مشاريع التنمية والبناء الوطنية، وكل ذلك تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الذي يقود حركة التطوير والتنمية الوطنية الشاملة بما في ذلك زيادة مهارة واحترافية جيشنا واجهزتنا الامنية باعتبارها درع الوطن والأمة.

 وتتقدم اللجنة الملكية لشؤون القدس بهذه المناسبة العطرة من جلالة الملك القائد الاعلى للقوات المسلحة الاردنية- الجيش العربي، ومن جميع منتسبي جيشنا العربي والمتقاعدين العسكريين ومن الشعب الاردني بالتهنئة والتبريك، وتؤكد أن فلسطين والقدس كانت ما تزال وستبقى في ضمير وقلب جنودنا البواسل وشعبنا الحر، وستبقى الملف الابرز والاهم في دبلوماسيتنا وسياستنا التي يقودها جلالة الملك، حتى ينال أهلنا في فلسطين حقهم في تقرير مصيرهم واقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، خاصة في وقت تمارس عليهم فيها آلة الاستعمار وجيشها المحتل جرائم واعتداءات يومية يجب على العالم ومنظماته الشرعية ان يتحرك فوراً لوقفها.

بترا 1/3/2023

Comments are disabled.