عيد العُرش اليهودي والانتهاكات الاسرائيلية المستمرة

   عبدالله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

       يشكل عيد العُرش ( ويعرف بعيد المظلة وتسمى سوكوت بالعبرية) أحد الاعياد اليهودية الثلاث وهي: عيد الفصح وعيد الاسابيع( ويسمى عيد نزول التوراة) المتصلة بطقوس زيارة الهيكل المزعوم، فحسب الطقوس اليهودية  يكون الاحتفال بهذه الاعياد الثلاث بالحج الى الهيكل المزعوم، لذلك تزداد معها اقتحامات المسسجد الاقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف والذي تحاول الدعاية الصهيونية عبر اعلامها المسموم بمصطلحاته وروايته التوراتية استبداله بمصطلح زائف هو  جبل الهيكل.

   وعيد العُرش يحتفل به مدة سبعة ايام ابتداء من يوم 29 ايلول الحالي، وتتلخص مظاهره ببناء مظلة أو سوكوت يغطى سقفها بسعف النخيل لتذكيرهم بحسب الاسطورة اليهودية بالاماكن التي سكنها اليهود خلال التيه في صحراء سيناء، وخلالة تنتهي دورة قراءة التوراة السنوية، وتتخذ السلطات الاسرائيلية عدد من الاجراءات التي تضيق بها على اهلنا في فلسطين المحتلة بذريعة تأمين مناخ للاحتفال بهذا العيد تشمل الاغلاق واقامة الحواجز  والتفتيش بشكل تتعطل معه حركة الشعب الفلسطيني وتزداد معاناة الطلاب والمرضى وكافة المؤسسات الاقتصادية، اضافة الى سياسة استعمارية خاصة تستهدف المسجد الاقصى المبارك تشمل طرد المرابطين والمرابطات ومنع دخول المصلين واخراجهم بعد اداء الصلاة فيه للسماح للمستوطنين باقتحامه و اداء طقوس وممارسات استفزازية، ويتزعم هذه الاقتحامات جماعات الهيكل المزعوم وطلاب المدارس التلمودية والحاخامات وشخصيات سياسية من حكومة الابرتهايد الاسرائيلية توفر لهم الشرطة والامن الاسرائيلي الحماية اللازمة للاقتحام .

   ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن ما يسمى بعيد العرش وغيره من الاعياد والمناسبات اليهودية الصهيونية اصبحت مناخ استعماري وظاهرة ابرتهايد تتجاوز ممارساتها الاعراف والقوانين والشرائع، فهذه الاعياد التوراتية تمثل بطقوسها والمسيرات والاقتحامات المرافقة لها والجهات المشاركة والمنظمة لها وما يتصل بها من اجراءات واستعدادات حالة قلق وخطر على السلام والامن، الأمر الذي يستدعي من المنظمات الدولية القانونية والحقوقية التدخل لرصد ومحاسبة اسرائيل على كل ما يجري فيها من قمع واعتقال وحشي ضد اهلنا في فلسطين والقدس.

وتبين اللجنة الملكية لشؤون القدس للراي العام والاعلام العالمي أن معاناة الشعب الفلسطيني لا تتوقف على موسم الاعياد اليهودية فقط بل هي معاناة وظلم تاريخي مستمر، فانتهاء الاعياد اليهودية لا يرافقة وقف للاعتقالات والسجن والاسر والقتل والاستيطان والاقتحام اليومي للمقدسات الاسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك، فمخطط واستراتيجية العبرنة والاسرلة والتهويد ضد الانسان والارض والمقدسات أولوية لحكومة الاحزاب الدينية الاسرائيلية المتشددة، فالى متى ستبقى اسرائيل فوق القيم والاخلاق والقانون الدولي ، والى متى تحظى بحماية سياسة الكيل بمكيالين الأمر الذي يشجعها على الغطرسة والاستبداد والعدوان ضد المقدسات الاسلامية والمسيحية والانسان الفلسطيني.

    وسيبقى الاردن شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس،السند لاهلنا في فلسطين والقدس يدافع عنهم ويطالب العالم ومنظماته بحمايتهم وبضرورة الزام اسرائيل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية بما فيها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

بترا 1/10/2023

Comments are disabled.