الدور الاردني رسالة استراتيجية في مجابهة محاولات اسرائيل ترسيخ سيادة مرفوضة على ارض وشعب محتل بموجب القانون الدولي


عبدالله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

      يدرك الجميع من المنظمات والمرجعيات السياسية وكل حر مهتم بالقضية الفلسطينية والقدس ان السياسة الاسرائيلية العنصرية بكافة جرائمها وانتهاكاتها على الانسان والارض والمقدسات الاسلامية والمسيحية هي في مضمونها سياسة لفرض امر واقع احتلالي، لم يعد مهتماً بالشرعية والاتفاقيات والتعهدات الدولية .

ياتي الدور الاردني على الصعيد الشعبي والرسمي المعروف بتفانيه وتضحياته بما في ذلك النضال الذي تقوم به الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس كسياسة وطنية وقومية ودولية اردنية للدفاع عن فلسطين المحتلة بما فيها القدس، لذا فإن دور وزارة الاوقاف الاردنية التي تنشط بحماية كل ما يتصل بالمقدسات الاسلامية تنفيذاً للاستراتيجية الاردنية في مجابهة مخططات الاستيطان والضم والسعي الاسرائيلي لتغيير الامر الواقع ( الاستاتيسكو)، ومن وجوه عمل وزارة الاوقاف وبالتنسيق مع الجهات المختصة داخل الاردن وخارجه بتوفير كل ما يلزم للحجاج القادمين من فلسطين المحتلة بمن فيهم حجاج فلسطين 1948م، سواء بما يتعلق بتأمين الوثائق الرسمية واقصد جواز السفر الاردني المؤقت وكذلك تامين الحجاج عبر مكاتب الحج والسفر ومتابعة بعثات الحج داخل اراضي المملكة العربية السعودية، وهذا الدور الوطني القومي الاردني يأتي في سياق واجب ديني مقدس ودبلوماسية اردنية نشطة تحرص على ابقاء الهوية الفلسطينية حاضرة في العمق العربي والاسلامي والدولي،  وهذا مهم في مواجهة المخطط الاسرائيلي بتحجيم القضية الفلسطينية وتأطيرها ببعد فلسطيني فقط واحياناً مقدسي فقط بعزلها عن حاضنتها الفلسطينية والعربية والاسلامية.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد بان الموقف الاردني الراسخ تجاه فلسطين والقدس ليس دور مرتبط بادراة جوانب محددة فقط، فهو مظلة حماية ورعاية ومساندة شاملة تدرك مسؤوليتها في كل صعيد، والحج الاسلامي وحتى المسيحي باتجاه المواقع المسيحية في الاردن (المغطس) دليل على متابعة كل تفاصيل الاسناد والدعم للفلسطينيين، وبالتالي رسالة الدور الاردني تاريخية وقومية وانسانية تثبت الوجود الفلسطيني في ارضه وتبقيه مفتوحا على محيطه الدولي وتبين للعالم حجم الجرائم الاسرائيلية.

وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس ان الثقة الدولية بالاردن هي قوة رافعة لدبلوماسيتها تجعل من اي خطوة اردنية بما في ذلك تامين الحجاج الفلسطينيين ذات وزن مهم في معادلة الزام اسرائيل بمسؤولياتها تحقيقاً للغاية والمبدأ الاساسي وهو حل القضية الفلسطينة وفق الشرعية الدولية باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، والزام اسرائيل بوقف احتلالها المرفوض دوليا وقانونياً.

الاناضول 25/6/2023

Comments are disabled.